66 - رحلة إلى اليابان 15# - العودة إلى مسيتبوري

الفصل 66 : رحلة إلى اليابان 15# - العودة إلى مسيتبوري.

------------------------------------------------------

لم يستطع (أورين) الصبر والاستمتاع بوقته في الحمام الساخن، ففي الوقت الذي كان يجب أن يقضيه لوحده هناك، أجبِر على التعرف على أولئك الرجال والضحك والمزاح معهم فهم يتصرفون بعفوية كبيرة جداً، لذلك وبعد صبر طويل نهض من مكانه وظل واقفا وقال لهم:

"أحم، حسنا يا رفاق، آهمم... يجب أن أغادر. لقد كان من الرائع التعرف عليكم جميعاً."

فرد عليه أحدهم وهو يتوجه نحوه:

"أوه لا! هيا يا (أورين)! نحن على وشك أن نبدأ بطولة قتالية للدجاج!"

لم يرد (أورين) على ذلك الرجل وظل مبتسماً في وجهه وهو يبكي في نفسه ويقول:

(يا إلاهي، فلينقذني شخص ما.)

ثم قال له:

"آهمم... ذلك يبدو جيداً، ولكن... آممم..."

في الجهة الأخرى كانت (لورين) مسترخية لغاية حتى بدأت تسمع تلك الأغنية الصينية خلف الجدار الذي تتكئ عليه وتتسائل عن سبب وجود أغنية مثلها من الأساس، حتى بدأت تسمع أصوات رجال يتحثون بصوت مرتفع.

رجل قروي : " هيا انضم لنا يا (أورين)! الباب مغلق على كل حال!"

و (أورين) يريد الهروب من هناك بينما يصرخ كالمجنون ردا على كلام الرجل القروي:

"مـ-ماذا؟ لماذا هو مغلق بحق الجحيم؟"

كانت أصواتهم تصل إلى غرفة استحمام النساء و(لورين) سمعت كل شيء فوضعت أذنها على الجدار وقالت بصوت مرتفع:

"آممم... (أورين)؟"

بما أن (أورين) كان لا يزال بجانب الجدار بعد أن لم يتركه أولئك الرجال القرويين المغادرة، سمع صوت (لورين) بوضوح، فألصق أذنه هو الآخر مع الجدار وقال لها:

"(لورين)؟ الحمد لله! أين أنتِ؟"

ردت عليه (لورين):

"آمم... في حمام النساء. هل هناك مشكلة هناك؟"

ادار (أورين) رأسه وكان أولئك القرويين ينتظرونه حتى يمرح معهم فصاح مخاطبا (لورين) وكأنه في خطر:

"أجل: هناك تقريبا.... 20 شخصاً هنا! و-وهم غريبي أطوار لعينون! مـ-مع هذه الأغنية الصينية الفظيعة التي لا تريد أن تنتهي أبدا!"

"حقاً؟ لا يوجد هناك أي شخص هنا في غرفة النساء..."

"هل الغرفة فارغة؟! يجب أن تخرجيني من هنا! أرجـــووووك!"

لكن (لورين) لم ترد عليه لأنها لم تعرف ماذا تفعل وأولئك القرويين ينتظرون (أورين) فقال له أحدهم:

"اسرع يا (أورين)! فبعد هذه الجولة سيأتي دورك!"

فاستدار إليهم (أورين) وأظهر ابتسامته المزيفة مجدداً وقال مرتبكا:

"بـ-بالطبع، امهلوني دقيقة! سوف أذهب حالاً!"

حينها سمع صوت (لورين) وهي تقول له:

"لا أظنها فكرة سديدة... قد تدخل أي فتاة إلى هنا وتجدك معي... آممم... وأنا لا أشعر بالراحة هنا الآن.. أراك لاحقا يا (أورين)."

ثم غادرت المكان وتركته لوحده، فاستدار نحو الرجال القرويين ببطئ شديد وتلك النظرة السخيفة على وجهه مرة أخرى وهو يقول في نفسه:

(أوه يا إلاهي، لقد انتهى أمري...)

فحاول الخروج بعذر ما حتى يستطيع المغادرة، فقال لهم:

"آممم... سوف أذهب لآخد حماماً يا رفاق، الوداع!"

لكن أحدهم قال له وهو يبتسم ابتسامة حمقاء:

"أوه! سوف أذهب معك!"

و(أورين) يعاني في صمت بعد أن لم يستطع التخلص منهم.

**

بعد مرور عدة دقائق...

خرج (أورين) من الحمام العام والتقى ب(كارلا) و(جودي)، وكانتا تنتظرانه بفارغ الصبر، فعندما رأته (كارلا) قالت له:

"وأخيراً! ما الذي أخّرك؟"

"آسف! أنا... آمم... كونت بعض الصداقات مع الرفاق في الحمام ونسيت الوقت تماما..."

اضطر (أورين) الخروج بكذبة معينة حتى لا يقول كل ما حدث له هناك وهو يحاول جاهدا أن ينسى كل شيء.

فقالت له (كارلا):

"حسنا، هيا لنذهب إلى المطار! سوف نتوقف على (هيرومي) لنودعه أولاً."

وافق (أورين) على ذلك وذهبوا مباشرة في طريقهم إلى منزل (هيرومي).

**

وصلت العائلة إلى منزل (هيرومي) وسمحت لهم الخادمة بالدخول، فوجدوا (هيرومي) هناك بالفعل وقالت له (كارلا) وهي تبدو سعيدة وممتنة:

"(هيرومي)! نحن سنغادر! سيارة الأخرة خاصتنا تنتظرنا بالفعل خارج منزلك."

و(هيرومي) يبدو سعيدا أيضاً وهو يقول لهم:

"آآه! زبنائي المفضلين! لم يكن عليكم التوقف وتوديعي يا رفاق، أنا متأثر الآن حقيقة."

ضحكت (كارلا) ضحكة ساحرة وقالت:

"بالطبع كان يجب علينا فعل ذلك! لقد كنت أفضل مرشد سياحي قد نحصل عليه!"

أجابها: "شكرا جزيلا بكم، أنا سوف..."

وفي تلك اللحظة، اهتز هاتف (هيرومي)، فتوقف عن الكلام واستأذن منهم لكي يرى الرسالة التي توصل بها، فقال وهو ينظر إلى هاتفه:

"ماذا؟ توصلت بإيميل من الوكالة... أنا آسف، هذا لن يأخد مني كثيرا من الوقت. ما هذا؟"

ثم بدأ يقرأ الإيميل كاملاً بصوت مرتفع:

"لقد توصلت بأول تقييم لك. مبروك عليك. '

مرشدنا السياحي (هيرومي) كان جيدا جداً ومقبولاً. لديه شخصية دافئة ومتفائلة للغاية. الأجواء كانت خاصة ورائعة لدرجة أنها أشعرتنا وكأننا في ديارنا. كل التقدير والاحترام إلى (هيرومي) التي قام بعمل عظيم هناك; إنه مثال حقيقي للمرشد السياحي الممتاز!'

"

بعد أن سمع الجميع ذلك التعليق والذي كان قد كتبه (أورين) بعد خروجه من الحمامات العامة، أعجب الجميع وقالت له (كارلا) وهي منذهلة:

"ذلك كان تقييما رائعاً من يا (أورين).."

وقالت (جودي): "أجل! أنت تمثلنا جميعاً يا أخي!"

و(لورين) أيضاً: "أجل ذلك صحيح!"

فأكمل (هيرومي) قراءة ما تبقى من التقييم:

"

أنا أنصح بجميع من يريد أن يزور اليابان بأن يتعامل معه. 5 نجوم على 5... (أورين).

"

بعد أن انتهى (هيرومي) من قراءة التقييم، طأطأ رأسه وظل صامتا لوهلة، فسأله (أورين):

"آممم... هل أنت بخير (هيرومي)؟"

فبدأوا يسمعون صوت بكائه، وفجأة تقدم نحو (أورين) وصافحه بقوة وهو يقول بينما دموعه تنهمر على خديه بسعادة:

"(أوريــن)! لا أحد قام بملأ إستبيان رضا الزبناء من قبل."

أجابه (أورين) وهو سعيد:

"لا مشكلة يا رجل."

فأكمل (هيرومي): "أنت شخص رائع. أريدك أن تعلم بأنك إن كنت بحاجة إلى حليف، فقط تواصل معي. فأنت لديك الآن صديق حقيقي في اليابان."

ابتسم (أورين) وقال:

"شكرا لك (هيرومي)، سوف نفتقدك. حظا موفقاً!"

وقالت (كارلا) أيضاً:

"إذا أتيت في أي وقت إلى ميستبوري، فمنزلنا هو منزلك!"

مسح (هيرومي) دموعه وقال لها:

"شكرا لك! سأتذكر ذلك! الوداع يا أيتها عائلة! أتمنى لكم رحلة سعيدة!"

خرج الجميع من منزل (هيرومي) بعد أن توادعوا معه جيداً، وتوجهوا مباشرة إلى المطار في سيارة الأجرة، حيث كانت تنتظرهم رحلة 12 ساعة، والجميع يشكر اليابان على أنها مكان جميل ورائع!

**

حلقت الطائرة المتوجهة إلى إنجلترا - ميستبوري بعائلتنا و(أورين) كان قد نام مباشرة بسبب العياء الشديد الذي أخده جراء كل تلك الأحداث التي حدثت معه في فوناكاناي.

وبعد مرور عدة ساعات...

وصل الجميع إلى منزلهم بخير وكان الوقت ليلاً، ففتح (أورين) الباب وهو يقول:

"آآه منزلي، يا منزلي... أنا متعب للغاية..."

دخل الجميع ووضعوا أمتعتهم أرضاً، فقالت حينها (لورين) لـ(آيكو):

"يمكنك النوم معي يا (آيكو). هناك فراش اضافي في غرفتي. ربما لا يتعبر أكثر شيء مريح في العالم، ولكن ريثما تبحثين عن مكان أفضل..."

فرحت (آيكو) بذلك وقالت:

"هذا عظيم! شكرا لك كثيرا يا (لورين)."

ثم توجهت نحو (كارلا) وركعت لها وقالت بكل احترام:

"شكرا لك مجددا لتركي أبقى معكم حتى أجد مكاناً آخر يا سيدة (كارلا). أنا أعدك بأنها ستكون فقط عدة أيام على الأكثر!"

ردت عليها (كارلا):

"لا تهتمي بشأن ذلك يا (آيكو)! لقد أخبرتكِ بالفعل ونحن على الطائرة، يمكنك البقاء بقدر ما تحتاجين. ومن فضلك، ناديني فقط بـ(كارلا)!"

فقالت لها (آيكو) وهي لا تزال راكعة لها:

"سأفعل ذلك! شكرا جزيلاً لك!"

كان (أورين) يشاهد ذلك ويبتسم بعد أن بدأ يتثاءب وتوجه مباشرة إلى غرفته، فقال لهم وهو يصعد الدرج:

"حسنا يا فتيات، أنا سأذهب إلى سريري... أراكم غدا."

**

صوت المنبه يرن، والشمس قد أشرقت على غرفة (أورين)، فاستيقظ وكان يتثاءب، ثم تنهد وقال في نفسه:

(آآآآه.... لم أفكر أبدا في أنني سأقول هذا، ولكن... اللعنة، أتمنى لو كان بامكاني العودة إلى المدرسة... اليوم من المفترض أننا سنبدأ حصصنا الدراسية مجدداً، ولكني لا زلت مطروداً...)

في تلك اللحظة قاطع تفكير (أورين) طرق أحدهم لباب غرفته، حيث كانت (كارلا) تخاطبه:

"(أورين)!"

فقام من سريره واقترب من الباب وقال:

"أجل؟"

فردت عليه:

"مدير المدرسة قد اتصل للتو ليقول بأنك مقبول في المدرسة مجدداً! كلاكما أنت و(لورين)!"

تفاجأ (أورين) كثيرا من سماع ذلك، وقال لها بنبرة اندهاش:

"حقا؟! واه، ذلك شيء عظيم!"

وأكملت (كارلا) كلامها:

"لقد قال بأنه كان هناك سوء تفاهم."

استغرب (أورين) من ذلك، لأن المدير في ذلك اليوم عندما قُبِضَ عليه هو و(لورين) في مكتبه كان قد أوضح لهما بأنه سيفصلهما من المدرسة كلياً، لكن... ومع تضحية (أورين) من أجل أخته غير الشقيقة (لورين) تم فصل (أورين) فقط.

فسألها:

"أوه... هل هذا ما قاله؟"

ثم قال في نفسه باستغراب:

(سوء تفاهم؟ هذا نوعا ما شيء غريب ليقوله المدير...)

أكملت (كارلا): (لورين) و(جودي) غادرا بالفعل. هيا أسرع، أنت لا تريد التأخر بعد هذا!"

أخد حينها (أورين) يسرع في ارتداء ملابسه وهو يقول:

"حاضر سيدتي!!"

كان (أورين) سعيدا بذلك حيث كان يقول في نفسه:

(على الرغم من ذلك... لماذا قال المدير بأنه سوء تفاهم؟ لأنه في الحقيقة ليس كذلك... وهو حينها كان غاضبا للغاية.. حسنا، على كل حال، من الأفضل أن أسرع!)

يتبع..

-----------------------------------------------------

ادعموني بالضغط على هذا الرابط واكمال المراحل إلى الآخر :

https://shrinke.me/AQm9WP

شكرا لكم ^^

-----------------------------------------------------

2022/08/17 · 72 مشاهدة · 1355 كلمة
نادي الروايات - 2024